
يمثل سعر الطلب وسعر العرض الأسعار التي يقترحها الطرفان في صفقة السوق المالي، ويكوّنان معًا آلية تسعير السوق. في تداول العملات الرقمية، يشير سعر الطلب (Ask) إلى أدنى سعر يقبل البائعون بيع أصولهم عنده، بينما سعر العرض (Bid) هو أعلى سعر يرغب المشترون في دفعه. ويُسمى الفرق بين هذين السعرين "الفارق السعري" أو "السبريد"، والذي يعكس حالة السيولة في السوق وتكلفة المعاملة.
سمات سعر الطلب (Ask):
سمات سعر العرض (Bid):
سمات الفارق السعري (Spread):
تؤثر أسعار الطلب والعرض بشكل كبير على أسواق العملات الرقمية؛ إذ تحدد الأسعار مباشرةً سعر تنفيذ الصفقات. يتم تنفيذ أوامر السوق دائمًا على أفضل سعر متاح — أوامر الشراء على سعر الطلب وأوامر البيع على سعر العرض.
يمثل حجم الفارق السعري مؤشرًا على كفاءة وصحة السوق؛ ففي الأسواق ذات السيولة العالية، يكون الفارق ضيقًا، ما ينعكس على انخفاض تكاليف التداول وسهولة دخول وخروج المشاركين. أما في الأسواق ضعيفة السيولة، يتسع الفارق، فتزداد تكلفة المعاملات ويحتمل حدوث تقلبات سعرية أكبر.
يرتبط عمق سجل الأوامر — أي حجم أوامر الشراء والبيع عند مستويات سعرية مختلفة — ارتباطًا وثيقًا بأسعار الطلب والعرض. الأسواق العميقة تستوعب الأوامر الكبيرة دون حركات سعرية عنيفة، بينما الأسواق محدودة العمق قد تشهد تغييرات كبيرة في الأسعار بسبب أمر واحد ضخم.
تواجه آلية تسعير الطلب-العرض في تداول العملات الرقمية عدة مخاطر وتحديات:
مخاطر الانزلاق السعري: في الأسواق المتقلبة أو ضعيفة السيولة، قد تؤدي الأوامر الكبيرة إلى اختلافات كبيرة بين السعر المتوقع وسعر التنفيذ الفعلي، حيث يتم تنفيذ أوامر السوق على أسعار أسوأ من المتوقع بكثير.
التلاعب السعري: قد يضع بعض المتعاملين أوامر محدودة ضخمة في سجل الأوامر ("جدران") للتأثير على نفسية السوق دون نية فعلية للتداول، وغالبًا ما يتم إلغاء هذه الأوامر عندما تقترب الأسعار منها، ما يؤدي إلى "سيولة وهمية".
مخاطر الانهيار السريع: في ظروف السوق القصوى، قد تهبط أسعار العرض فجأة أو ترتفع أسعار الطلب بشكل حاد، ما يؤدي إلى تحركات سعرية قوية تتسبب في تنفيذ متتابع لأوامر وقف الخسارة، فترتفع بذلك تقلبات السوق.
تحديات تقنية: قد تتسبب التداولات عالية التردد والخوارزمية في تحديثات سريعة جدًا لسجل الأوامر، مما يصعب على المتداول العادي اتخاذ قرارات بناءً على بيانات السوق اللحظية. كما قد تواجه البورصات مشاكل في البنية التحتية مثل التأخير أو الأعطال أثناء ظروف السوق المتقلبة.
تعد الفوارق والتغيرات المستمرة في أسعار الطلب والعرض من العوامل الأساسية التي ينبغي للمتداولين مراقبتها بدقة، حيث تؤثر على خيارات استراتيجيات التداول وكفاءة السوق وتكاليف العمليات.
مشاركة


