على مدار الأسبوع المقبل، ستتركز أنظار الأسواق المالية العالمية على اجتماع سياسة النقد من الاحتياطي الفيدرالي. إذا أطلق رئيس الاحتياطي الفيدرالي باول إشارة إلى توقف تقليص الميزانية أو تقليل بيع السندات، فقد يضخ ذلك سيولة في السوق، مما يؤثر بشكل إيجابي على سوق التشفير. ومع ذلك، فإن الوجه الآخر لهذه العملة هو المخاطر الجيوسياسية، وخاصة عدم اليقين القادم من السياسة الأمريكية، مما قد يضغط على السوق.

تشبه الأوضاع الحالية في السوق إلى حد كبير تلك التي كانت عليه العام الماضي: من المتوقع أن يتم تخفيض أسعار الفائدة ثلاث مرات هذا العام، وتظهر التحليلات الفنية أن هناك احتمالاً لظهور قمة بعد فترة طويلة من التذبذب، كما أن هناك العديد من أوجه التشابه في البيئة الخارجية. ومع ذلك، يجب ألا نتجاهل دروس العام الماضي. في ظل المشاعر السلبية السائدة، ارتفعت قيمة البيتكوين بشكل كبير في غضون شهر واحد فقط.

من الجدير بالذكر أن درجة اندماج المالية التقليدية مع الأصول المشفرة قد شهدت تحسناً ملحوظاً مقارنة بالعام الماضي. العملات المشفرة تتجه تدريجياً من كونها أدوات مضاربة إلى فئات أصول رئيسية. وهذا يعني أن إمكانيات إطلاق السيولة في المستقبل قد تتجاوز ما كانت عليه العام الماضي، لذا فإن تطبيق منطق "التشاؤم" السابق ببساطة قد لا يكون ملائماً للسوق الحالي.

يجب على المستثمرين متابعة إشارات سياسة الاحتياطي الفيدرالي عن كثب، كما يجب أن يكونوا حذرين من المخاطر الجيوسياسية التي قد تؤدي إلى تقلبات في السوق. في هذا البيئة المليئة بالفرص والمخاطر، سيكون من الحكمة الحفاظ على موقف موضوعي وعقلاني، وتنويع الاستثمارات بشكل معتدل، ومتابعة ديناميكيات السوق باستمرار للتعامل مع البيئة السوقية المعقدة الحالية.